فهدعنترالدوخي
فر اشات آمنه محمود تحلق بعيدا عن جنوح المستحيل....بعيون تجز المسافات بنظرها الثاقب نحو الأفق البعيد، ترتمي في أحضان صور تتأرجح تأخذ أشكالا لامعه، تراتيل من وحي الشعر، همسات،
رسائل حب، تتعامد فيها خلجات اسطوريه أو قطرات من ندى فضي، تداعب الوان الربيع، تلوح للفرح وأشياء اخرى، الفرح القادم بسخاء مفرط، اوحمامات بيضاء تحلق في مدار الروح لتمنحها هذا السمو وهذا الأرتقاء، تنثال الى مديات أوسع والى فضاءات ارحب، تذهب بنا الى حيث التأمل والتوغل في أحضان الطبيعه التي تهبنا شحنات من البوح بكل ماتجود به النفس البشريه وهي تدخل الى عالم الأبداع والتألق والطيران في سماءها الجميل ومن الأبواب المشرعه بهدوء، تحمل معها أوجاع سنين تتململ بصمت مخبوء أذلم تجد من يغيثها سوى حلم من اشراقه مطرزه بآمال تتزاحم داخل مساحات من هذا التفرد، اذن هي فراشات تحلق بأمان بعيدا عن جنوح المستحيل، تخيم على رياض مفتوحه كظلال الذكرى التي نتفيئ بها للننعم بسحر موسيقى، أو نطوف في تضاريس لوحه كعذوبة السحر وهو يلتقط انفاس البقاء في سفره الموسمي، نتشبث بجناحي طائر مسافر الى محطات مأمونه ك(فراشات آمنه )، . هذه الروائع الشعريه التي صاغتها كما تقول الشاعره والأديبه آمنه محمود ب (لغة الحب، وهكذا بالحب والمثابره، لأنني عشقت الشعر أ كثر من كل شئ).. فلنقترب قليلا من فضاءات تلك الفراشات وهي تحلق بهدوء ولكن دون أن نخدش رفيفها وربما قد نحجب ابجدية المتعه والجمال وهي تتآلف مع الطبيعه لتمنحنا هذه السعه وهذا العنفوان أذ أن الماضي لم يكن سوى نزهه طفوليه وعندما نقفز على ظهر الزمن ونتصفح مديات لاحصر لها من الذكريات نستأنس بطيران فراشه جميله تلتئم فيها كل قدرات الله الذي رسمها بألوانها الخرافيه، في حديقة المنزل وفي الحقول التي تساور أفئدتنا ونحن عائدون من مدارسنا، أذ تصاحبنا ولا تضجر من ملاطفتنا لها والعبث في محيطها،، وما زلت بصدد هذه المجموعه الشعريه التي صدرت عن دار الينابيع / دمشق في العام 2010... أذ احتوت على (6) ست قصائد سمتها (فراشات الشبكه، فراشات النار، فراشات انانا، فراشات أنا..نا، فراشات الخميله، فراشات الأعياد) غير أن تلك العناوين قد أحتوت في داخلها ومضات شعريه متقده وجريئه.. نقرأ في لوحة( أنت محبه) (انا حزن شق طريقه في بحر غريب .. وحين التفت كان قد أختفى.. طريق العوده) وفي العوده لذات العنوان نرى كيفية التحام الرؤى ببعضها أذ ترتفع عند مكامن النفس صيغة الضمير المخاطب (أنت محبه كبيره واسعه،، كادت أن تقتل أحزاني) ويطالعنا عنوانا اخرا يتداعى امامه حلم أ منه وهي تستجدي (حارس مقبرة الأحلام) وتسأله من قتل أحلامك ؟ونصبك حارسا عليها، أذ اننا نرى البعد الذي يتجسد عبر هذ التساؤل هو من يحمي المنزل، لعله هو الذي سعى الى العبث به وخرابه وفي (كسر ارسال) لوحه مرسومه بلون شتائي أذ ان العاصفه الثلجيه التي أجمدت قلب البطريق هي أنثيال آخر، ربما لتوفر نصيحه مجانيه توجه الى المكنونات أو الاشياء التي تبدوا نظره شكلا غير أنها بارده لاتوفر الدفئ للنفس التواقه دائما للتجدد، وتقول (لا أحبك، قشورك القصائد، تسقط في طريقي،، أنزلق تتكسر ال.لا وتبقى أحبك هائمه) وفي المسميات اللاحقه التي وثقتها في مجموعتها (فراشات آمنه) فلاح الذاكره، خيبت أملك، بدايات وربما نهايات، احمر، احمر، سرابيه، موجز أخبار،
اساطير الربيع، توضيحات، ارهابيه، تلمذه، دموع جوفيه، زهرة المنافي، الشاعر الشهيد، يوتيوبات، مسلة حب، الساحره، الميته، المدخنه، شاعره، متعدده، خاسره، تفاحه، راسمه، بهلوانه، ممثله، خائبه، ولو وضعنا تلك المفردات على طاولة البحث والتشريح لوجدنا دلالاتها توحي بأننا أمام قدره هائله من التفرد الشعري الموشح بألق الكلمه الجميله والمفرده القويه، وانها في لغتها هذه تحاكي أوضاعنا وتؤشر بوضوح مايعتري النفس من أحلام وما تجمع الذاكره من أحداث في بناها المعنويه والبيئيه والنفسيه وبالتالي فقد أغنت تلك الصور بهذه الأضاءات وهذه المشاعر الفياضه التي وثقت في حياة شاعره أستلهمت تجربتها الأبداعيه من الموروث الذي يتصابى امامها كأدواتها الشخصيه التي تسجل لكل شئ ذكرى عند أقتناءه (أنت لم ترتدي الثوب الأبيض في عيد تتويجك، توجوك بورود ميته وقالوا هذا عرسك الابدي).... وتهدي الى لطفيه الدليمي (ملاكي الكبير، احبك كثيرا جدا، شرط أن تبقى ملاكا) وهنا وبعيدا عن المقامره تسعف ذاتها ببعض النداءات أذ تحتم على نفسها أن لا تخسر الجوله في (لن أقامر بضوئي على طاولة الرؤيا، من أجل الفوز بكف رجل، قد تقطعها حرب أخرى)