إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، ديسمبر 11

حوار اجرته معي وكالة أخبار الشعر


وكالة أخبار الشعر /زياد ميمان
شاعرة ارتبطت بالقصيدة فتماهت فيها لدرجة باتت تجد صعوبة في المقارنة بين عالمها الداخلي الشاعري وما تراه على أرض الواقع من تعقيد ... تناصر الشعر لكونه شعراً فقط وتبتعد عن تجنيسه فالشعر عندها هو الذي يفرض وجوده سواء كتبته امرأة أم رجل ..الشاعرة العراقية آمنة محمود التقيناها في هذا الحوار لوكالة أنباء الشعر:

-بمقارنة مع عدد الشاعرات في المشهد الثقافي بدول أخرى، يبدو عدد الشاعرات العراقيات محدودا جدا على الأقل ممن لهن حضور في المهرجانات والفعاليات الثقافية ..ماسبب ذلك برأيك؟

لا أعتقد أني الشخص المناسب تماماً للإجابة على هذا السؤال , لكن سأطرح قراءتي الخاصة . أولا لا تُقاس فعالية المرأة وإنجازها وفاعليتها بحضور المهرجانات فهنالك العديد ممن يحضرن المهرجانات ولا يؤثرن في المشهد الشِعري بصورة إيجابية..كما لا ننسى الهيمنة الذكورية وعدم الجدية من العديد من الشاعرات بالإضافة للاشتراطات الاجتماعية التي تتحكم بشكل سلبي بالمشاركة النسوية .

-آمنة محمود، أم وشاعرة ـ أي من هاتين الأيقونتين تمثلك بشكل أكبر ولماذا؟

الشاعر بصورة عامة كائن وهمي يعيش في أرض الحلم بصورة أكثر سطوعا (أتحدث هنا عن الشاعر الحقيقي) لذلك يصدمه الواقع بأبسط تفاصيله ,وتكمن الصعوبة التي يواجهها في إيجاد موازنة بين العالم الوهمي متمثّلاً بالشِعر والعالم الحقيقي متجسّدا في الفضاء الاجتماعي وصعوبات العمل ومتطلبات الأسرة .وآمنة مجموعة أنوات متكاملة أحيانا ومتناقضة أحيانا أُخَرْ .. أحاول جاهدة التوفيق بين كل هذه الأطراف وابنتي هي الصلة الوحيدة التي تربطني بهذا العالم وتعيدني إلى الواقع بعد كل فصام .

-آمنة محمود شاعرة مجتهدة تحضر وتشارك في العديد من مهرجانات الشعر داخل العراق، كيف ترين تفّهم الشعراء والمثقفين لحضور المرأة في فعالياتهم الثقافية؟

قبل الإجابة على سؤالك لابد من سؤال : أوجود المرأة في مهرجان ثقافي يمثّل خرقاً وهو بدوره بحاجة إلى تفهّم .. وإذا كانت الفعاليات الثقافية حكرا على الرجال أمن داعٍ لمشاركة المرأة ؟

تبقى الطريقة التي تظهر بها المرأة هي التي تحدد قبول وجودها أو طرحه في فضاء النميمة الثقافية , فضلا عن إساءة بعض الشاعرات لأنفسهن التي تجعلهن عرضة للانتقاد والرفض أحيانا .

-أطلقت وزارة الدولة لشؤون المرأة في العراق قبل فترة قصيرة مسابقة يدور موضوعها حول النساء اللواتي لاسكن لهن، هل ترين أن هذه هي المشكلة الأهم التي تعيشها المرأة العراقية وتخصيصا المثقفة؟

المرأة العراقية هي جرح الوطن الغائر أخصُّ بذلك الـ (مليون أرملة عراقية ) وأخصُّ بذلك أيضا أُمّ الشهيد وحبيبته والشقيقة .. المرأةُ التي تركت الحربُ آثارها على وجهها وأهانها سوط الاحتلال بينما لم تطالب الدولة العراقية بردِّ اعتبار لها ومحاكمة من أساء .نحن نعيش اليوم أزمة ( غَيْرة) , أحلم بإعادة إنتاج جديدة لمنظومة القيم والأفكار التي تنصّ على أن المرأة مواطن من الدرجة الثانية ومن حق الذكور التحكم بمصيرها وتسيير حياتها بالطريقة التي يرونها هم :صحيحة أو متوافقة مع العرف الاجتماعي تحت شعارات (دينية) وعرفية .

أما عن المرأة المثقفة فهي بمواجهة مجموعة من الصراعات ليس آخرها الرفض الاجتماعي وتعرضها المستمر للانتقاد والتجريح ومحاولة تسفيه آرائها وأفكارها .

-قلت في تصريح سابق لك إن نازك الملائكة ليست قامة شعرية ، هل جاء رأيك بناء على منجزها النقدي الذي يعد متقدما في طروحاته أم أن لك رأيا ما بتجريتها الشعرية ؟

هذا السؤال أجبت عنه مسبقا ومن يقرأ الحوار والذي يتضمن هذه العبارة سيجد التناقض في الإجابات التي مَنتَجها الصحفي والذي كان سؤاله عن الفرق بين نازك الملائكة ومُجايليها وتحديدا السيّاب فكانت الإجابة بأنها ليست قامة شعرية كبيرة مقارنة بالسياب . وطالبتُ الصحفي مرارا بتأكيد صحة ما نشر بأي دليل لكنه لم يفعل . وها قد أصبحت مدانة بهذا التصريح لأنه قام بنشره في أكثر من موقع الكتروني .

-نقترب من بدء أيام مهرجان بغداد الشعري الذي سيشهد مشاركة عربية واسعة كما صرح القائمون عليه، كيف تتوقعين أن يكون حضور الشاعرة العراقية في فعالية كبرى كهذه؟

أنتصرُ للشِعر أولاً أما عن تجنيس من يمثِّل الشِعر فلستُ معنيّة بذلك .. كل شاعر يمثّل نفسه قبل أن يمثّل انتماءاته .. وإذا كانت الشاعرة خاملة فلن يؤثّر ذلك في مسيرة الشِعر .. تبقى مسألة مهمّة ليس من المنطق التغاضي عنها هو أن حضور الشاعرات العراقيات ومشاركتهن يقع ضمن اشتراطات الدعوات والقدرة على الحضور لذلك ليس من الإنصاف بمكان تعميم الإجابة .

-تعيشين في مدينة كركوك التي تمثل فيسفساء في تكوينها الاجتماعي والثقافي، إلى جانب الآداب العربية ، هل ثمة آداب بلغات أخرى تنشط في كركوك؟

رغم التفاوت في المستويات والإنتاج لكن لا يمكن إنكار وجود أدب كردي أو تركماني أو سرياني في مدينة كركوك .

-ماذا عن مشروعك الشعري القادم؟

مجموعة شعرية جديدة لم تكتمل ملامحها بعد.

-كلمة أخيرة؟

أتمنى لحمّام الدم الذي يتفجر في العراق وسوريا وفلسطين أن يتوقف .. أتمنى أن ينتصر الشِعر والجمال على كل القبح الذي يحيط بنا كي يصبح (لما نكتب من شِعر) جدوى .





مشاركتي في مهرجان كلاويـــــــز السادس عشر ـــ كوردستان العراق
أثناء قراءتي في مؤتمر المثقف والمصالحة 29.9 نادي الصيد / بغداد