إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، يناير 12

آمنة محمود ... كتاب حب كركوكي الهوى


أمجد صلاح

من كركوك، من المدينة التي تجتمع فيها ألوان الطيف العراقي الزاهي، حلت ضيفة على نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق شاعرة تحمل في ارتعاشة صوتها عذابات القصيدة، وقد جعلت من مجموعتها الشعرية الاخيرة كتاباً للحب، فأطلقت عليها اسم "كتاب الحب"، لذا احتفى بها نادي الشعر في أصبوحة اقيمت على قاعة الجواهري في مقر اتحاد الأدباء ببغداد وادارها القاص والاعلامي خالد الوادي، السبت، تلك هي الشاعرة آمنة محمود.
ارادت آمنة ان تبتدئ من الخيط الاول للقصيدة، فلم تعثر عليه في دوامة حياتها، قالت انها تكتب الشعر ولا تعرف متى اصبحت شاعرة ! ترى الشعر على انه "شعور يحتوي الانسان ويعتريه"، والكتابة هماً وحيداً غير نابع من ترف حياة، فطفولتها –كما ذكرت- نمت وسط الحرب، وسط مشاهد الجثث والموت وبكاء الناس على ابنائهم، وشبابها انفتحت زهرته في موسم الحصار، واستمرت رحلتها وهي تنظر الى المآسي التي تمر من حولها، والتي بإمكانها –والرأي للشاعرة- ان تصنع من كل عراقي شاعراً، او متحسساً للشعر على اقل تقدير. واشارت الى ان الشاعر يشعر بالأمور بطريقة مضاعفة، ولذلك يحترق باستمرار، اما القصائد، فهي الرماد الذي يولّده احتراقه!
عن كتابها "كتاب الحب"، تقول ان الضرورة منه هي حاجتنا للحب في هذه الظروف العصيبة، حب كل شيء، والعنوان يعني لي الكثير، وان كان بعض الاخوة الشعراء والنقاد اعترضوا على تقريريته. وتحدثت آمنة عن تجربة لها في كتابة النقد، هي بحث يتناول اعمال الشاعر محمد مردان، وفاز البحث في احدى المسابقات وطبع ضمن كتاب يضم بحوثاً عدة لنقاد واكاديميين عراقيين كبار، فضلاً عن مخطوطة نقدية تفكر بطباعتها، موضحة ان مادتها ليست نقدية بالمفهوم الاحترافي للنقد، وانما مجموعة رؤى وافكار، وفي بعض الاحيان انطباعات.
قرأت بعد ذلك مجموعة قصائد، ابتدأتها بقصيدة عن العراق عنوانها (فصام البنفسج) قالت فيها:
وأنت ترفعني بيمينك..
وتلقي بي كمنديل أخرق في جمر الموقد
تذكر اني ابنتك
ابنتك التي تهرع كل صبح عند قدميك
لتبكي قسوتك
قدم بعد ذلك الشاعر احمد البياتي ورقة قراءة في نصوص الشاعرة جاء فيها: "من خلال قراءتي للنصوص الشعرية في (كتاب الحب) لآمنة محمود، تمكنت من معرفة حجم الخلجات والاحتشادات المتصاعدة من دواخلها، ولها تطلعات ومشاعر وقناعة ثابتة لدور الشاعر في الحياة، وضرورة ان يكون صوته الشعري موضحاً للعناصر الجمالية التي تعلق المشاركة الوجدانية بين الشاعر والمتلقي". وكانت هنالك مداخلة للناقد فاضل ثامر اكد فيها ظاهرة انبثاق جيل من الشاعرات الموهوبات اللواتي يعتمدن على موهبتهن فقط في الكتابة، انطلاقاً من تجارب شخصية عاطفية وانسانية، دون مواكبة التحولات البنيوية والفنية والتاريخية التي مرت بها القصيدة الحديثة ومنها قصيدة النثر. واشار الى ان الحديث عن ان القصيدة هي شعور وفيض من العواطف اصبح حديثاً كلاسيكياً ينتمي للمدرسة الرومانسية التي انتهى زمنها، لافتاً الى ان الشعر اليوم يحمل في طياته الكثير من اللوعة والتفلسف. مضيفاً "آمنة لديها موهبة كبيرة، الا ان موهبتها بحاجة للضغط والانضباط لغرض تنظيمها، فهي في هذه المجموعة تنطلق دائماً من ثنائية "أنا وأنت"، وتكاد تمر جميع الاشياء في العالم من خلال هذه الثنائية".
فيما قال الشاعر حبيب النورس في مداخلته: "القصائد التي تكتبها آمنة محمود لا هوية لها، وهي تمثل آمنة نفسها، واعني بذلك انها تمثل بيئة آمنة محمود".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة طريق الشعب