إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، أغسطس 4

زهرة المنافي


زهرة المنافي

آمنة محمود


* قالت : كنتَ أنا .. وكنتُ أنت ، والعالم لم يكن موجوداً حينها ،
دخل جنـّتنا رجلٌ من ورق اللعب يحمل ( رمزالتفاح ) .. وقف بيننا
واستحالَ مرآة بوجهين ، وراح يعبث بملامحنا ، خفنا ،
وانتزعنا وجهينا من بعضنا لحظة اختفاء الرجل المرآة ..
حينها كان الفراق حقيقاً علينا .. كان الأوان قد فات .

* قلتُ : آختـْنا الشبهات فأصبحنا حميمتين لبعضنا .. ما كنا مدانتين
ولا حتى بريئتين .. الآخرون فقط كانوا يتشاجرون من أجل ذلك ..
حتى تعلمنا العيش أخيراً بلا آخرين .

* قالتْ : حين تلقاني ، لا يبدو عليك انك فجّرت كل ذاك الضجيج ..
وفوق ذلك تبدو بريئاً وحزيناً ..
كزهرة قـُطفتْ للتو .. ونامت في إناءٍ نظيف .

* قلتُ : أنتِ بلا ملائكة لأنكِ لم ترتدي الثوب الأبيض في عيد تتويجك ..
بل كفـّنوك بورقٍ أبيض أزالوا الأحبار عنه سِراعاً وألصقوه بجسدك وراحوا يزغردون ..
توّجوكِ بورودٍ ميتة وقالوا هذا عرسك الأبدي فانتظري .

* قالتْ : تصبح أوضح .. وأنتَ تجرح . كنتَ حتفي .. وكنتُ أعلم .
ولم أكترث حين خطوتُ إليك بمحبةٍ ( حينها ) وبإنتحار .

* قلتُ : فسيحٌ دمعكِ يا زهرة المنافي ، ودخانك كبخور معابد بابل .. تدخنين وأكتب .
أكتب وتبكين ، وتبكين فأتوضأ .. ونصلـّي معاً من أجل أن تموت فينا الأماني .

* قالتْ : لن نتعادل مهما ارتقت بنا الخطوب نحو ذراها التي تتخطى الحياة دون موتٍ حتى .

* قلتُ : أطفالنا في الحديقة يتشاجرون .. وأنا وأنتِ نحضـّر الطعام لأولادٍ مشاكسين ،
متـّسخين ، مزعجين جداً ، وغير حقيقين .

* قالتْ : مَن سيقيم حائط مبكاي الذي لا كنز تحته ولا أمنيات يزهرها جبين أندى .

* قلتُ : حين خرجنا من مرسمك كانت تلطخنا الألوان .. أوقفنا طفلٌ يتسوّل ،
كان شيطاناً بجناحين ، كنا نفكر باختطافه وكان يفكر بالنقود .

* قالتْ : في المنفى أوطانٌ صغيرة نسميها أصدقاء .
في الوطن منافٍ كثيرة تحمل كل التسميات .

* قلتُ : وحين هاتفكِ من أجل تجديد عقد الأحتكار ضحكتِ طويلا
وقمتِ بتشطير الصور وتحطيم البقايا التي لم يطلها الأنهيار .
منذ ذلك الوقت وأنا أطلق العيارات على أية محبةٍ قد يلاقيني صدفة في الطريق .